يعتبر الصلح وسيلة فعالة لتسوية النزاعات بأسلوب ودي وسريع، بعيدًا عن الإجراءات القضائية المطولة وتكاليفها المادية، ويعكس هذا حرص الدولة على تحقيق العدالة بآليات مرنة وفعالة تسهم في رفع كفاءة المنظومة القضائية.
تزداد أهمية الصلح في القضايا ذات الطابع الأسري أو التجاري أو المالي، لما يوفره من حماية للعلاقات. في هذا المقال، سوف نتناول الدور المحوري الذي يؤديه المحامي في مرحلة الصلح قبل التقاضي.
ما هي المصالحة؟
المصالحة هي وسيلة رضائية يتم اللجوء إليها لتسوية النزاع، والتي يتولاها مكتب المصالحة، سواء كان الصلح كلياً أو جزئياً.
ما هي الدعوى التي يجب اللجوء فيها للمصالحة قبل القيد في المحكمة؟
- النزاعات الناشئة بين أطراف عقود المشاركة المنصوص عليها في نظام المعاملات المدنية.
- النزاعات التي يكون أطرافها تجاراً، إذا كان سبب النزاع متعلقاً بأعمالهم التجارية.
- الدعاوى المقامة ضد تاجر ويكون سببها منازعة تجارية، متى ما زادت قيمة المطالبة الأصلية فيها عن (1000) ريال، ويجوز للمجلس المختص رفع الحد الأدنى للقيمة عند الاقتضاء.
- الدعاوى والطلبات المتعلقة بالحارس القضائي، أو الأمين، أو المصفي، أو الخبير المعين، أو من في حكمهم، متى كانت متصلة بنزاع تختص به المحكمة التجارية.
- الدعاوى المتعلقة بالتعويض عن أضرار نشأت نتيجة إقامة دعوى سبق للمحكمة التجارية النظر فيها
- الدعاوى المقامة بين الأزواج أو بين أطراف تربطهم صلة قرابة حتى الدرجة الرابعة، متى كان موضوع النزاع يدخل ضمن اختصاص المحكمة التجارية.
- الدعاوى الناشئة عن عقود تتضمن شرطاً مكتوباً باللجوء إلى المصالحة أو الوساطة أو التسوية الودية قبل رفع الدعوى، متى كان موضوع العقد من المسائل التجارية.
ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في وثيقة الصلح التي يعدها المصلح؟
- أن تكون شروط الصلح واضحة ومحددة، وقابلة للتنفيذ، دون التعارض مع الشريعة الإسلامية أو الأنظمة المعمول بها.
- أن تكون الوثيقة وفقًا للنماذج المعتمدة إن وجدت، وتحتوي على العناصر التالية:
- تاريخ إجراء الصلح.
- تحديد اسم المصلح.
- بيانات الأطراف وأرقام هوياتهم وأرقام الوكالات.
- كافة الطلبات التي قدمها الأطراف.
- التسوية المتفق عليها وكيفية تنفيذها.
- توقيع المصلح والأطراف أو وكلائهم، مع إمكانية استخدام التوقيع الإلكتروني في المحاضر المدونة وفقاً للأنظمة المعمول بها.
ما هو دور المحامي في إجراءات الصلح ؟
- تقديم الاستشارات القانونية و محاولة حل النزاع بين الأطراف.
- دراسة النزاع القائم بين الأطراف.
- التأكد أن النزاع من النزاعات التي يجب اللجوء للصلح فيها.
- إعداد طلب الصلح وفقاً للنموذج المعتمد و تقديمه لمركز المصالحة.
- رفع الصلح في الميعاد المحدد نظاماً.
- حضور جلسات المصالحة و تمثيل العملاء أمام مكتب المصالحة الذي يحدده مركز المصالحة.
ختامًا، نؤكد أن بإمكان أطراف النزاع السعي إلى تسوية خلافاتهم من خلال الوسائل الودية، وتجنب الدخول في الإجراءات القضائية المطوّلة والمكلفة. إذ تتيح المصالحة والوساطة إمكانية الوصول إلى حلول سريعة وفعّالة تُحقق مصالح جميع الأطراف. ويلعب المحامي دورًا محوريًا في هذه الإجراءات، من خلال تقديم المشورة القانونية وتمثيل موكليه بما يضمن حماية حقوقهم وتحقيق أفضل النتائج.
ويقدّم لكم محمد المزين للمحاماة خدمات قانونية متكاملة تشمل الاستشارات القانونية، واقتراح الحلول البديلة، إضافة إلى تمثيلكم أمام مراكز المصالحة والجهات القضائية المختصة.
