المقدمة التمهيدية
يضعنا الفصل الثالث من كتاب التمارين في المستوى الثالث بالمجمع الملكي البريطاني للمحكّمين (CIArb) في قلب موضوع حساس في التحكيم التجاري، وهو: عبء الإثبات ومعيار الإثبات أمام المحكم التجاري. في هذا الفصل لا نتعامل مع معلومات نظرية معزولة، بل مع طريقة تفكير عملية يحتاجها المحكم التجاري عندما يقسّم النزاع إلى مسائل، ويوزّع الأعباء بين الأطراف، ثم يطبّق معيار الإثبات على كل واقعة قبل أن يكتب حكم التحكيم التجاري.
هذا الملخص يقدّم شرحًا تعليميًا منظمًا للفصل الثالث، يصلح كمذكّرة مراجعة لزملاء البرنامج، ويربط بين النص الأكاديمي والتطبيق العملي في منازعات المقاولات والامتياز التجاري وبقية المنازعات في
التحكيم التجاري مع تركيز خاص على عبء الإثبات في التحكيم التجاري.
ماذا ستقرأ في هذا المقال؟
- معنى عبء الإثبات في التحكيم التجاري، ومن يتحمّله في كل مسألة أمام المحكم التجاري.
- عواقب عدم القيام بعبء الإثبات القانوني في الوقائع المتنازع عليها.
- الفرق بين العبء القانوني والعبء البرهاني (الإقناعي) وكيف يتحرك العبء بين الأطراف أثناء سير الدعوى.
- ما هو معيار الإثبات في القضايا المدنية وقضايا التحكيم التجاري، ولماذا يختلف عن المعيار الجنائي.
- دور الافتراضات (Presumptions) في نقل عبء الإثبات بين الأطراف.
- مفهوم الإشعار القضائي (Judicial Notice) مع أمثلة عملية في سياق التحكيم التجاري.
- أثر الإقرارات الرسمية في تخفيف عبء الإثبات أمام المحكم التجاري.
ما المقصود بعبء الإثبات في التحكيم التجاري؟
سؤال: ما هو عبء الإثبات القانوني؟ ومن يتحمّله في قضايا التحكيم التجاري؟
عبء الإثبات القانوني هو القاعدة التي تجيب عن سؤال حاسم أمام المحكم التجاري:
«إذا انتهت المرافعة وبقي المحكم مترددًا في واقعة معيّنة، فلصالح من يُحسم هذا التردد؟»
الطرف الذي يخسر عند تساوي الاحتمالات في تلك المسألة هو صاحب عبء الإثبات القانوني فيها. في القضايا المدنية وقضايا التحكيم التجاري، نقطة الانطلاق هي القاعدة التقليدية:
«البينة على من ادّعى»
فيتحمّل المدعي عبء إثبات عناصر دعواه: وجود العقد، الإخلال، الضرر، العلاقة السببية، وغير ذلك. لكن الفصل الثالث يلفت الانتباه إلى أن المدعى عليه أيضًا قد يتحمّل عبئًا قانونيًا عندما يثير دفوعًا إيجابية، مثل:
- الإهمال المساهم من المدّعي.
- القوة القاهرة أو الحادث الفجائي.
- انقضاء العقد أو فسخه.
- سريان شرط إعفاء من المسؤولية.
إذن، عبء الإثبات في التحكيم التجاري يتوزّع على المسائل لا على الأشخاص؛ ففي كل نقطة نزاع يسأل المحكم التجاري: من هو “المدّعي الحقيقي” في هذه المسألة؟ هو من يتحمّل عبء إثباتها قانونًا.
عواقب عدم القيام بعبء الإثبات في التحكيم التجاري
سؤال: ما عواقب التخلّي عن عبء الإثبات القانوني في واقعة متنازع عليها أمام هيئة التحكيم التجاري؟
إذا كان على أحد الأطراف عبء إثبات مسألة جوهرية في خصومة التحكيم التجاري، ثم لم يقدّم ما يكفي لإثباتها، فالنتيجة القانونية أمام المحكم التجاري هي:
- تُعتبر الواقعة غير ثابتة.
- يُبنى الحكم على أساس عدم تحققها.
- حتى لو كان المحكم التجاري يشكّ في أن هذه الواقعة ربما تكون صحيحة في الواقع.
مثال من منازعات الامتياز التجاري (الفرنشايز):
- صاحب امتياز يدّعي أن مانح الامتياز أخلّ بالتزامه بالتسويق، ويطلب فسخ عقد الامتياز وتعويضًا.
- إذا لم يقدّم أدلة كافية على الإخلال (تقارير، خطط تسويق معدومة، مراسلات تحذيرية سابقة…) فإن
عبء الإثبات في التحكيم التجاري هنا لم ينجز، فيُرفض الطلب أو يُخفَّض
رغم قناعة المحكم بأن الأداء التسويقي لم يكن مثاليًا.
الخلاصة العملية لـلمحكم التجاري: عدم القيام بعبء الإثبات يعني خسارة المسألة، مهما كان حدسه أو “إحساسه” بواقع الحال.
العبء القانوني والعبء البرهاني أمام المحكم التجاري
سؤال: ما هو العبء البرهاني؟ وكيف يختلف عن العبء القانوني في التحكيم التجاري؟
العبء البرهاني (أو الإقناعي) هو الالتزام بتقديم قدر كافٍ من الدليل لإثارة مسألة معيّنة وجعلها جديرة بالنظر من هيئة التحكيم.
الفرق العملي أمام المحكم التجاري:
- العبء القانوني:
من الذي يخسر المسألة إذا بقي المحكم مترددًا بعد فحص كل الأدلة؟ - العبء البرهاني:
من الذي يجب أن يأتي “بأول دفعة” من الأدلة حتى تصبح المسألة محل بحث حقيقي؟
قد يتحمّل نفس الطرف العبئين، وقد ينقسمان. مثال:
- المدعي يتحمّل العبء القانوني لإثبات الإخلال بالعقد في نزاع مقاولات أو توريد.
- المدعى عليه يدّعي أن التأخير سببه صاحب العمل أو ظروف خارجة عن إرادته، فيتحمّل عبئًا برهانيًا مبدئيًا؛ فيقدّم مراسلات، أوامر تغيير متأخرة، أو تعليمات متضاربة قبل أن يأخذ المحكم التجاري هذا الدفاع على محمل الجد.
العبء البرهاني يتحرّك أثناء سير الدعوى؛ فإذا قدّم طرف أدلة قوية، ينتقل عبء الرد عليها برهانيًا للطرف الآخر، مع بقاء العبء القانوني للنتيجة النهائية على من حدّده القانون أو القواعد واجبة التطبيق.
معيار الإثبات في التحكيم التجاري
سؤال: ما هو معيار الإثبات في القضايا المدنية وفي التحكيم التجاري؟ وهل هو نفس المعيار الجنائي؟
بعد معرفة من عليه عبء الإثبات، يحتاج المحكم التجاري إلى معيار يجيب عن سؤال:
متى نقول إن هذا الطرف قد قام بعبء الإثبات في التحكيم التجاري؟
في القضايا المدنية والتحكيم التجاري، المعيار الغالب هو:
توازن الاحتمالات أو رجحان الاحتمال:
أي هل أصبحت رواية من عليه العبء أكثر احتمالًا من عدمها؟
إذا بدت الأدلة متعادلة (50 / 50) ، يُقال إنه لم يقم بعبء الإثبات ويخسر تلك المسألة.
أما في القضايا الجنائية فالمعيار أعلى بكثير («ما لا يدع مجالًا للشك المعقول»).
الفصل الثالث يضيف ملاحظة مهمة للمحكم التجاري:
- اسم المعيار واحد في القضايا المدنية (توازن الاحتمالات).
- لكن قوة الدليل المطلوبة قد ترتفع كلما كان الادعاء أخطر أو أقرب للطابع الجنائي (احتيال، تزوير، سوء نية جسيم…) ، فيطلب المحكم أدلة أكثر تماسكًا قبل الحكم بثبوت هذه الوقائع.
الافتراضات (Presumptions) ونقل عبء الإثبات
سؤال: ما هي الفرضية؟ وكيف تؤثر على عبء الإثبات في التحكيم التجاري؟
الفرضية (Presumption) هي استنتاج قانوني أو قضائي جاهز يبنيه القانون أو القضاء من واقعة ثابتة، ويُعامل كحقيقة إلى أن يثبت العكس. بمعنى آخر، الفرضية أداة يمكن أن تنقل عبء الإثبات من طرف لآخر.
الفكرة المبسّطة:
- إذا ثبتت واقعة (أ)، يفترض القانون وقوع (ب) ما لم يثبت العكس.
- من يدّعي خلاف (ب) هو من يتحمّل عبء إثبات هذا الخلاف.
من الأمثلة الشائعة في الفقه المقارن:
- إذا خرج مريض من غرفة العمليات وفي جسده أداة جراحية منسية، يمكن للمحكمة أن تفترض وجود إهمال من الفريق الطبي، وينتقل عبء نفي الإهمال إلى الطبيب أو المستشفى.
وفي التحكيم التجاري يمكن أن نجد نظائر لذلك بحسب القانون المطبق، مثل:
- قرينة استلام البضاعة بحالة سليمة إذا لم يخطر المشتري البائع بالعيوب خلال مدة معيّنة.
- قرينة صحة القيود في دفاتر التاجر تجاه تاجر آخر إلى أن يثبت العكس.
على المحكم التجاري أن ينتبه لهذه الفرضيات؛ لأنها تغيّر توزيع عبء الإثبات في التحكيم التجاري، وتؤثر مباشرة في النتيجة.
الإشعار القضائي (Judicial Notice) في التحكيم التجاري
سؤال: ما المقصود بالإشعار القضائي؟ وهل يغني عن تقديم الأدلة؟
الإشعار القضائي (Judicial Notice) يعني أن تقبل المحكمة أو هيئة التحكيم حقيقة معيّنة دون حاجة لدليل؛ لأنها من الأمور المعروفة على نطاق واسع، أو يمكن التحقق منها بسهولة من مصادر موثوقة.
من الأمثلة العامة:
- أن فترة الحمل لدى الإنسان تقارب تسعة أشهر.
- أن المدن الكبرى تشهد ازدحامًا مروريًا وحوادث متكررة.
- أن البطاقة البريدية يمكن لأي من تصل إليه أن يطّلع على محتواها.
وفي سياق التحكيم التجاري يمكن أن يأخذ المحكم القضائي إشعارًا قضائيًا بوقائع مثل:
- وجود جائحة عالمية أثّرت على سلاسل الإمداد في تاريخ معيّن.
- إغلاق الحدود أو الموانئ لفترة محددة بقرارات رسمية منشورة.
شرطان مهمان للمحكم التجاري:
- أن تكون الحقيقة معروفة ومثبتة في مصادر عامة موثوقة.
- أن يُمنح الأطراف فرصة للتعليق إذا كان لهذا الإشعار أثر جوهري على النتيجة في نزاع التحكيم التجاري.
الإشعار القضائي لا يُغني عن عبء الإثبات في التحكيم التجاري في كل مسألة، لكنه قد يخفّف ما يحتاج إلى إثبات مباشر في بعض الوقائع الخلفية.
الإقرارات الرسمية وتخفيف عبء الإثبات
سؤال: كيف تؤثر الإقرارات الصريحة على عبء الإثبات أمام المحكم التجاري؟
الإقرار الرسمي من أقوى وسائل التخفيف من عبء الإثبات في التحكيم التجاري:
- كل واقعة يقرّ بها الخصم صراحة في مذكرته أو في محضر الجلسة لا تحتاج عادةً إلى دليل إضافي.
- دور المحكم التجاري أن يطلب من كل طرف أن يوضّح ما يعترف به، وما ينكره، وما يجهله، حتى لا تضيع الجلسات في إثبات وقائع لا نزاع فيها حقيقة.
النتيجة العملية: كلما زادت الوقائع المتفق عليها أو المقرّ بها، ضاق نطاق النزاع، وأصبح عبء الإثبات في التحكيم التجاري منصبًّا على النقاط الحقيقية محل الخلاف.
كيف يستفيد المحكم التجاري من الفصل الثالث عمليًا؟
سؤال: كيف أستخدم ما في هذا الفصل في حل التمارين وفي إدارة قضايا التحكيم التجاري؟
يمكن تحويل هذا الفصل إلى خريطة عملية يسير عليها المحكم التجاري في الامتحان وفي الواقع عبر الخطوات الآتية:
- قسّم النزاع إلى مسائل فرعية:
وجود العقد، الإخلال، السبب الأجنبي، الإهمال المساهم، مقدار الضرر… - اسأل في كل مسألة:
من هو “المدّعي” فيها؟ → هو من يتحمّل عبء الإثبات القانوني في تلك المسألة. - افحص وجود فرضيات أو قرائن:
هل هناك نص نظامي أو عقدي يقيم قرينة معيّنة تنقل عبء الإثبات؟ - راقب العبء البرهاني أثناء سير الدعوى:
من الذي يجب أن يقدّم الدليل أولًا ليجعل المسألة جدية أمام هيئة التحكيم؟ - طبّق معيار توازن الاحتمالات على كل مسألة:
إذا رجحت رواية طرف تُعتبر الواقعة ثابتة، وإذا تساوت الاحتمالات يخسر من عليه عبء الإثبات القانوني. - استفد من الإشعار القضائي والإقرارات الرسمية:
لتقليل ما يحتاج إلى إثبات مباشر، والتركيز على جوهر النزاع في التحكيم التجاري.
الأسئلة الشائعة حول عبء الإثبات في التحكيم التجاري
من حيث المبدأ، القواعد العامة متقاربة؛ لكن في التحكيم التجاري يكون للمحكمين سلطة أكبر في تنظيم الإثبات، مع الالتزام بما اتفق عليه الأطراف والقانون الواجب التطبيق، مما يمنح المحكم التجاري مساحة أوسع في إدارة الدليل.
في بعض القوانين وقواعد التحكيم، نعم، يملك المحكم التجاري سلطة طلب مستندات أو توضيحات أو تعيين خبراء، خاصة عندما تكون الحقيقة غير واضحة رغم تقديم أدلة من الطرفين، شريطة مراعاة مبدأ المساواة بين الأطراف.
المبدأ واحد، لكن قوة الدليل المطلوبة ترتفع كلما كان الادعاء أكثر خطورة أو أقرب للطابع الجنائي (احتيال، تدليس، تزوير…) وإن بقي اسم المعيار هو توازن الاحتمالات.
الفرضية تُخفِّف عبء الإثبات في التحكيم التجاري عن طرف وتُنقله للطرف الآخر، لكنها لا تُعفي تمامًا من الإثبات إذا قدّم الطرف الآخر ما يكفي لنقضها أو التشكيك في أساسها.
فهم عبء الإثبات في التحكيم التجاري يحدد لمن تُحتسب “الكفة الراجحة” عند الشك، ويمنع المحكم التجاري من الوقوع في فخ الحكم بناءً على الانطباع دون الرجوع لقواعد الإثبات، ويجعل الحكم أكثر قابلية للدفاع عنه أمام محكمة البطلان أو التنفيذ.
خاتمة: عبء الإثبات في التحكيم التجاري كأداة لعدالة متوازنة
يعلّمنا الفصل الثالث من كتاب التمارين في المستوى الثالث بالمجمع الملكي البريطاني للمحكّمين (CIArb) أن عبء الإثبات في التحكيم التجاري ليس تفصيلًا إجرائيًا ثانويًا، بل هو أداة لضبط العدالة في يد المحكم التجاري.
من لا يفهم توزيع الأعباء، ومعيار الإثبات، ودور الفرضيات والإشعار القضائي والإقرار، سيجد نفسه مترددًا عند كتابة الحكم، أو معرضًا لانتقاد محكمة البطلان أو التنفيذ.
أما من يستوعب هذه المفاهيم ويطبقها بوعي، فسيكون أقرب إلى إصدار أحكام تحكيم تجاري:
- منضبطة من حيث عبء الإثبات.
- مبرّرة من حيث معيار الإثبات.
- قابلة للدفاع عنها أمام أي جهة رقابية أو قضائية.
نبذة عن البرنامج التأهيلي في التحكيم التجاري (CIArb – المركز السعودي للتحكيم التجاري)
يأتي هذا الفصل ضمن المستوى الثالث من البرنامج المشترك بين أكاديمية المركز السعودي للتحكيم التجاري والمجمع الملكي البريطاني للمحكّمين (CIArb)، وهو برنامج تأهيلي متدرّج يهدف إلى صناعة محكّمين تجاريين محترفين في بيئة التحكيم التجاري المحلي والدولي.
يتكوّن البرنامج من ثلاثة مستويات رئيسية:
- المستوى الأول:
قانون التحكيم الدولي، وممارساته، وإجراءاته؛ ويؤسس لفهم الإطار القانوني والمنهجي لـ
التحكيم التجاري. - المستوى الثاني:
قانون الالتزامات؛ ويركّز على القواعد الموضوعية التي يستند إليها المحكم التجاري عند فصل المنازعات التجارية والعقود. - المستوى الثالث:
الأدلة، عبء الإثبات، معيار الإثبات، اتخاذ القرار، وكتابة حكم التحكيم؛ وهو المستوى الذي ينتمي إليه هذا الفصل، ويُعِد المتدرّب للتعامل الواعي مع ملف الإثبات قبل إصدار حكم التحكيم التجاري.
يوجِّه البرنامج مجتازيه للحصول على عضويتين مهنيتين من المجمع الملكي البريطاني للمحكّمين (CIArb):
- درجة عضو (MCIArb): لمن يجتاز المستوى الأول بنجاح.
- درجة زميل (FCIArb): لمن يجتاز المستوى الثالث، ليكون في صفّ المتخصصين في التحكيم التجاري على المستوى الدولي.
الالتحاق بهذا البرنامج عبر المركز السعودي للتحكيم التجاري يتيح لـلمحكم التجاري الانضمام إلى شبكة مهنية واسعة، والاستفادة من خبرة مؤسسة عريقة يزيد عمرها عن مائة عام في تطوير صناعة بدائل تسوية المنازعات حول العالم.
ملخص تعريفي قصير
يقدّم هذا المقال شرحًا تعليميًا للفصل الثالث من كتاب التمارين في المستوى الثالث بالمجمع الملكي البريطاني للمحكّمين (CIArb)، مع التركيز على موضوع عبء الإثبات في التحكيم التجاري ومعيار الإثبات أمام المحكم التجاري.
يوضح المقال الفرق بين العبء القانوني والعبء البرهاني، ودور الفرضيات والإشعار القضائي والإقرارات في نقل عبء الإثبات، ويربط هذه المفاهيم بالتطبيق العملي في قضايا التحكيم التجاري والبرنامج التأهيلي الذي يقدمه المركز السعودي للتحكيم التجاري لإعداد المحكمين التجاريين.

